فى مقهى الكروان |
لمسة ليلية \ تامر حواس
حين كنت جالساً فى أحد المقاهى الشعبية المكتظة بكبار السن والمكان يعلوه ضربات حجر النرد وصوت كركرة الأرجيلة وارتفاع صوت كبار السن يعلو المكان انا لا اعرف لماذا جلست ربما لان القدر اتاح لى ان اري شيئا غريبا فى هذا المكان ولكن هذا الشئ الغريب هوا عبارة عن رجل كبير فى السن يجلس وحيداً وامامة كوباً من الشاي الأسود الثقيل وسيجارة مهترئة وتجاعيد وجة يبدو أن الزمن قد عف عليها ولكن ليس هنا الغريب المفاجأه كانت عندما وجدت بجانب هذا الكوب من الشاى كتاب بعنوان " تاجر البندقية"
دار تفكير جنونى بداخلى وتساؤلات تضاربت ببعضها البعض" ياعمى هادا كتاب لشكسبير ونفسي اقراه بس شو علاقة هادا الحج بويليام شكسبير وعن شو بحكى الكتاب بزبط " فى هذه اللحظات لا اعرف مالذي ساقنى لذلك الرجل الغريب ووجدت نفسي اجلس بجانبه قال لى فى هذه اللحظة خير ابنى فى اشي ؟
مسكت ذلك الكتاب وقلت " عن شو بحكى هادا الكتاب "
فقال يابنى انت انطونيو وانا انطونيو وذاك الرجل انطونيو وكل شعبنا انطونيو اما من هو خلف حصارنا فهو شايلوك
ومن يساندنا فهو بسانيو محب للبذخ والحياه ويعيش على استغلال كل من هوا انطونيو ..
انطونيو شاطر بالغلط والشتم وشايلوك ببلعها ويفكر كيف تكون القاضية التى تنهى على انطونيو وانطونيو مازال يشتم
وشايلوك يفكر وعندما يتضايق انطونيو يلجاه ليطلب المساعدة من شايلوك
"جن جنونى فقلت بس بس بس استنى انت ايش بتخبص يا حج انا مش فاهم اشي "
ضحك هذا الرجل بسخرية وقال لى اهديك هذا الكتاب لعلك تفهم ما اقصده .. وللأسف الشديد عرفت ما قصده هذا العجوز من كلامه
الذي تبين فى النهاية انه احد المقاتلين والمشاركين القدماء فى الكفاح المسلح الفلسطينى والذي استطاع شايلوك ان يقضي عليه فى يوم من الايام !